هل تعترف الولايات المتحدة بـ "الدولة الفلسطينية"؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

"مكافأة لحركة حماس"، هكذا وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سلسلة الاعترافات الغربية بالدولة الفلسطينية عشية الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، طبقاً لما نقلته عنه المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، الاثنين 22 سبتمبر/ أيلول.

ووفق ليفيت، فإن ترامب سيتحدث، الثلاثاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن هذا القرار الذي اتخذته دول عدة بينها فرنسا، ليقول إنه "مجرد كلمات وليس أفعالاً ملموسة"، مشير إلى أن الرئيس الأميركي "يشعر بأن هذه الخطوة لا تُسهم في إطلاق سراح المحتجزين، وهو الهدف الرئيسي الآن في غزة".

ورغم الموقف الواضح الذي تتبناه الإدارة الأميركية في هذا الشأن ووصفها بأن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها دول مثل بريطانيا وكندا واستراليا وفرنسا والبرتغال بالاعتراف بالدولة الفلسطينية "لا تُسهم في إنهاء الحرب الراهنة"، إلا أن قطاعاً عريضاً من الأميركيين -بمن فيهم نواب بالكونغرس- يعارضون ذلك التوجه ويؤيدون إقامة الدولة الفلسطينية.



وكان استطلاع رأي أجرته وكالة رويترز/إبسوس، في أغسطس/ آب، قد أظهر أن نسبة 58%  من الأميركيين يعتقدون بأن "كل دولة في الأمم المتحدة ينبغي أن تعترف بفلسطين كدولة".

وفيما قد يعد مؤشراً لتغير تدريجي بموقف سياسيي الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، قدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي -بقيادة جيف ميركلي من ولاية أوريجون-  أول قرار في المجلس يدعو للاعتراف بدولة فلسطينية، الخميس الماضي 18 سبتمبر.

لكن القرار من غير المرجح أن يجد سبيله للتطبيع في المجلس، لا سيما مع هيمنة الجمهوريين، الذين يسيطرون على أغلبية بـ 53 صوتاً مقابل 47 للجمهوريين.

اقرأ أيضاً: الاعتراف بدولة فلسطين.. ما هي المفاعيل القانونية والسيادية لقرارات الدول الغربية؟

وذكر ميركلي، في بيان،  أن بلاده "تتحمل مسؤولية القيادة، والوقت المناسب للتحرك هو الآن"، مشيراً إلى أن "القرار يدعو الولايات المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل آمنة، ومن شأنه أن يمنح الجانبين الأمل مع تعزيز احتمالات السلام".

القائمة تضم  أعضاء مثل كريس فان هولين من ماريلاند، وتيم كين من فرجينيا، وبيتر ويلش من فيرمونت، وتينا سميث من مينيسوتا، وتامي بالدوين من ويسكونسن، ومازي هيرونو من هاواي، بالإضافة إلى بيرني ساندرز من فيرمونت، وهو مستقل ينضم إلى الديمقراطيين في الكتلة البرلمانية، ويعد "أول سيناتور أمريكي يصف الأحداث في غزة بأنها إبادة جماعية".

وفي الغرفة الأخرى، قاد النائب في مجلس النواب رو خانا من ولاية كاليفورنيا، جهداً مماثلاً، عندما  وزع رسالة "على أمل حشد الدعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية".



وقال النائب رو خانا، في تصريحات نقلها عنه موقع "أكسيوس" الشهر الماضي، إن أكثر من 147 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية "لا يمكننا أن نكون معزولين عن بقية العالم الحر".

وبحسب وصفه "رويترز"، فإن "هذه الإجراءات تعكس تحولا بين المشرعين نحو الضغط على إسرائيل؛ من أجل إنهاء الحرب وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة مع اقتراب الصراع من عامه الثاني".

والشهر الماضي، كشف موقع أكسيوس، أن أكثر من 12 عضواً ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي وقعوا على رسالة تحث إدارة ترامب على الاعتراف بدولة فلسطينية، ويخطط واحد على الأقل لتقديم قرار مؤيد للدولة الفلسطينية. وأشار التقرير إلى أن بعض الجمهوريين والديمقراطيين المؤيدين بشدة لإسرائيل في مجلس النواب صعدوا من انتقاداتهم للقيادة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة رداً على الأدلة المتزايدة على المجاعة في غزة .

ومما ورد في الرسالة المذكورة الموجهة إلى الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو: " لقد سلطت هذه اللحظة المأساوية الضوء للعالم على الحاجة التي طال انتظارها للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.. نحن نشجع حكومات الدول الأخرى التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك الولايات المتحدة، على أن تفعل الشيء نفسه".

اقرأ أيضاً: قمة في الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين.. "إقامة الدولة الفلسطينية ليست هدية وإنما حق"

لكن ترامب يتبنى نفس الوصف الذي استخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعليق على الاعترافات الغربية الأخيرة بالدولة الفلسطينية، عندما وصفها بأنها "مكافأة لحماس".

فيما يشير تقرير لصحيفة نيويورك تايمز في هذا السياق، إلى أنه "من غير المرجح أن تُغيّر هذه القرارات الوضع على الأرض؛ فبينما يُعدّ الاعتراف رمزياً لدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير، فإن احتمال قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة - على أراضٍ محتلة أو محاصرة من قِبل الجيش الإسرائيلي - أصبح من نواحٍ عديدة أبعد منالًا مما كان عليه منذ عقود".

ونبه التقرير أن هذا التحرك المُنسّق سيُعمّق العزلة الدبلوماسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. لكن حتى الآن، لم تُفلح خطوات الاعتراف بدولة فلسطينية في كبح الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في غزة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وخلّفت دماراً واسعاً في القطاع.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة